عبد الدائم الكحيل, حمص, سوريا

آفاق الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم

الأحد، 19 إبريل 2015 - 7:13

 

عبدالدائم الكحيل

تحميل الكتاب

اتبعنا منهجاً ثابتاً في عدّ الآيات والسور والكلمات والحروف وذلك طيلة استعراضنا للحقائق الرقمية السباعية. ولم نقحم أي رقم من خارج القرآن في هذه الحقائق، بل اعتمدنا على مصحف ثابت وهو المصحف الإمام. لا مصادفة في كتاب الله! فمن خلال المثال الذي يتحدث عن الله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)، ارتبطت جميع التناسقات العددية مع حروف اسم (الله) جلّ وعلا. ورأينا في هذه النتائج العددية عشر عمليات قسمة على 7. إن احتمال أن تكون هذه العمليات الرياضية قد جاءت بالمصادفة هو: (1/7×7×7×7×7×7×7×7×7×7)، وهذا الاحتمال يساوي أقل من واحد على مئتين وثمانين مليوناً، فهل يمكن لإنسان عاقل أن يعتقد باحتمال ضئيل كهذا؟!! إذن القرآن الكريم كتاب معجزات وليس كتاب مصادفات. في رسم القرآن معجزة! ولكن عندما كان الحديث عن القرآن وحفظه من التحريف في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ)، رأينا حقائق عددية ترتبط بعدد حروف أبجدية القرآن (العدد 28)، وعدد سنوات نزول القرآن (العدد 23)، وكذلك جاءت التناسقات مرتبطة مع الحروف المميزة في أوائل سور القرآن، والتي هي من دلائل إعجاز القرآن. ولو أضفنا حرف الألف لكلمة (لَحَفِظُونَ)، لاختلت هذه التناسقات، أليس في هذه النتائج دليل رياضي على أن الله تعالى قد ألهم المسلمين وكَتَبَة الوحي أن يكتبوا القرآن بالرسم الذي نراه اليوم، وذلك ليدلّنا على أن القرآن قد وصلنا سالماً من أي تبديل؟ وأنه لا يجوز تغيير رسمه، لأن القرآن مُعجز ببلاغته وعلومه وعدد كلماته وحروفه، وكذلك برسم هذه الكلمات والحروف. في كل آية معجزة! إن التنوع والتعدد في بناء كل آية، يزيد المعجزة بهاءً وعظمةً وإبهاراً. وهذا يؤكد وجهاً جديداً من وجوه الإعجاز، وهو تنوع الأنظمة الرقمية، فكما أن ألوان البلاغة القرآنية تتنوّع وتتعدد، كذلك الأبنية الرقمية تتنوّع وتتعدد. ولو أن القرآن لا يحوي إلا نظاماً رقمياً واحدا لجميع آياته، إذن لم يبق من الإعجاز شيء للأجيال القادمة، ولتوقفت معجزة القرآن الخالدة، لذلك مهما بحثنا في كتاب الله، نجد مزيداً من المعجزات، ويبقى هنالك المزيد من الأسرار تصديقاً لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنَا في الآفاقِ وفي أََنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ) [فصلت:53]. القرآن كتاب عالميّ! إن وجود لغة الأرقام العالمية في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً دليل عالمية القرآن! كما أن وجود هذه السلاسل الرقمية الرائعة، ونسب التكرار للحروف، ونظام توزع الكلمات والحروف دليل على السبق الرياضي للقرآن في علم الإحصاء والسلاسل الحسابية. هذا، ولا يزال هنالك الكثير والكثير لنكتشفه. فلا تزال العديد من الأسئلة تنتظر من يجيب عنها، مثل: أين المعجزة في لفظ كلمات القرآن؟ وماذا عن الإعجاز العددي لقراءات القرآن؟ وهذا يفتح باباً جديداً من أبواب البحث في كتاب الله تعالى، ليرى فيها البرهان القاطع كل من لديه شك أو ريْب من غير المسلمين، ولكل من أحبّ أن يدرك شيئاً عن عظمة القرآن من المسلمين. فما أجمل الإيمان عندما يمتزج بالعلم، وما أجمل العلم عندما يمتزج بالإيمان!

 
 
أضف تعليقك
رجاء ضرورة الإلتزام بعدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات, كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام
 
الأكثر قراءة
الموقع الرسمي حم © 2015, كل الحقوق محفوظة |
powered by
Official Site 7ameem © 2015, All right reserved