تحميل الكتاب
في سبعينيات القرن الماضي اكتَشَف المَدعو (رشاد خليفة) وهو استاذ مصري يعمل في الولايات المتحدةعشرات العلاقات العددية في القرآن الكريم تقبل القسمة على العدد ( 19 ) بدون باقٍ، وقد أحدثاكتِشَافَه اهتمامٌ كبير من قِبَل وسائِل الإعلام واستَبشَرَ المُسلِمون خيراً بهذَ ا الاكتشاف لمَا لَه مِنَالأهَمِيَّة الكبيرة في تقديم أدِلَّةٍ رياضِيَّةٍ تُثبِتُ لغير المُسلِمين أنَّ القُرآن الكريم مِن عِند الله، إلاَّ أنَّ هذاالأمَل و تلك الفَرحَة لم تَدُ م حين أدَّعَى زيادة الآيتين الأخيرتين من سُورة التوبة بحُجَّةٍ ساذِجَةٍ وهي أنَّعدد آيات القُرآن البالغة ( 6236 ) مع البَسمَلات ال ( 112 ) غير المُرَقَّمَة في المُصحَف لا يَقبَلُالقِسمَة على ( 19 ) وعند حذف الآيتين فإنَّ اﻟﻤﺠموع ( 6346 ) يقبلُ القِ سمَ ة على ( 19 )، وقد عَضَّدَرَأيَه ببضعة علاقات وبنفس مَنطق قابلية القسمة على ( 19 ). إنَّ زَعمَ رشاد حول آيتي سُورَة التوبة مِنَالناحِيَّةَ العلمِيَّة وكما سَيَتَبيَّن لا يستحق أيَّ اهتمام، إلاَّ أنَّ الأهمية تكمُن في أنَّ كثيراً من اكتشافاتهِ حولالمُعجِ زات العَدَدِيَّة في العدد ( 19 ) صحيحة (على الرغم من وجود بعض العلاقات المُلَفَّقَة)، وادِّعَائهالثاني حول عدد آيات سورة التوبة باطل، وقد تَسَبَب ذلك بِفتنَة اختلاط الحق مع الباطل، وكانت ردةفعل كثير من المُسلمين سلبية، فَكَّذَبُوا الحق والباطل الذي جاء به على حَدٍ سَوَاء! لم يتوقف رشاد عندهذا الحد، بل نشرَ مقالاً يهذِي فيه أنهَّ يعلم موعد يوم القيامة، وكذَّب السُنَّة الشريفة، وخَتَم هَذَيانَهُ بأنسَمَّى نفسه (رسول الميثاق) وطالت جُرأَتُهُ مُدَّعِيَاً أنَّ جبريل (عليه السلام) يأتيه بالوحي من السماء،حتى كانت خاتِمَتُهُ القتل في سنة 1990 . وبهذه الأحداث اكتَمَل تَحَقُّق المَعلومَة القرآنية الأولى منذكر العدد ( 19 ) وهو (الفتنة) كما في نص الآيات من سُورَة المُدَّثِر، ليعقبها بإذن الله فتوحاتٌ قرآنيةللعدد ( 19 ) كما في نص الآية، من استيقان وزيادة إيمان وعدم ريبَة.